عتاب من حبيب لرب محبوب

سيدي وصاحب قضائي

لطالما تذمرت على قضاء خططته في خريطة القدر حتى قبل أن أولد، وحجتي في ذلك أن لم تجعل لي مع قضائك بعضاً من الصبر في قلبي عندما صورتني في رحم والدتي. بأي عين تراك تنظر إلي؟ هل تنظر بعين إحاطة ورأفة؟ أم تنظر بعين سخط ولوم؟ أم تنظر إلى بعين التعجب والاستنكار؟

سيدي ومالك رقي

لطالما اعتقدت أنني أثبت جدارتي عندما تمنيت الموت، وأنت الذي أوحيت ووحيك الحق تحدياً لإثبات الجدارة “أن تمنوا الموت إن كنتم صادقين”. لكنني يا إلهي ذهبت أبعد من ذلك، ذهبت بألمي وإحباطي حد اقتراح أن يكون نصيبي من نعيم ثمناً لإقناعك برحيل مبكر. وألا يؤشر ذلك يا سيدي على أن الألم أعظم من أن يطاق؟ وألا يدل ذلك يا سيدي على أن الجرح أعمق من أن يلتئم؟ وألا يوحي ذلك يا سيدي بأن عبدك الفقير غير قادر على الصبر على تكالب كوني طال زمنه؟

سيدي وعالم سري

عندما سموت بجوارحي في ظرف من الزمان والمكان، أطلقت لك وعداً صادقاً: أن لا أضل عن سبيلك أبداً ما حييت وما بقي الليل والنهار، ولن أكون في أي وقت مزهواً بإملاءات إبليس في ذهني. وهل بعد ذلك تكون انفعالاتي بإملاء من إبليس، بعد أن اجتاح السقم عقلي بدافع الألم الذي طال؟ وأليس السقم يا سيدي نتاجاً لقضاء مزق كياني وأزهق طموحاتي وعمّق جراحي؟ وأليس استمرار هذا السقم هو بفعل استمرار البلاء وظروفه التي تمعن في تدمير ما تبقى من طاقة في هذا البدن المتهالك؟

سيدي وولي نعمتي

أهذي إليك في هذا النص لأن لساني قد ثقل بشكل جعل للصلاة جهداً فائقاً عليّ، ولأن ظهري قسمته الظروف والأحداث فأضحى سجودي لك يكلفني ألماً فوق ألمي. تراك تبعدني عندك بعد إذ أدنيتني؟ أم تمنعني عن ذكرك بعد أن ذرفت الدموع في حبك صدقاً؟ أم تنبذني بعد أن نبذت قضاءك وأعلنت التمرد على ظرف لا أطيقه؟ ألا يكون لي قول في قضاءك دون أن يكون بديل بلاءات أعظم؟

سيدي يا من بثثت الروح في جسدي

هل تجازيني على ضيق خلقي بلاءات إضافية؟ هل تمنع عني إجابة أعظم أدعيتي إليك في من تخلف من بعدي؟ وإن كنت فاعل ذلك فلم جعلت لي قلباً يتقن الجوارح ولم نجعل لي قلباً يقسو فلا يبالي بشيء من هذه الدنيا؟

سيدي ومولاي

إنني دافع إليك يوم ألقاك باثنتين، أولاهما أنني أثبتت حبي في ظرف ماض من حياتي في دموع عشق صادقة، وثانيها أنني كنت دافع بفنائي حجة كي تعفيني من سيرورة في هذه الدنيا. وكل الأمل أن يكون الأمرين سبباً لحسن الضيافة والمقام. وإن شئت أن تقبل بالثانية، فاعلم أن الوجود قد ثقل على كاهلي لدرجة أن الفكرة محببة في ذهني. كأني لا أتصور راحة حتى في نعيم.


قد طال الانتظار يا سيدي، فلا تطله أكثر بعد الآن

أضف تعليق